ادارة شئون القرآن الكريم

المبادئ الأساسية للمعلم المثالي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :

أخي معلم القرآن ...... إن الإنسان منّا ليشرف بعمله شرفاً جللا ، ويعتبر عمل الإنسان بمثابة هوية له وعنصر انتماء ذاتي يعبّر من خلاله بوضوح عن رسالته السامية التي يعمل من أجل تحقيقها وتبليغها .... فلا أجلّ ولا أعظم من رسالة تعليم كتاب ربنا جل وعلا وتبليغه لكافة الطالبين والمتعلمين ، ولا بد أخي المعلم من أمور ومبادئ ترتكز عليها في عملك حتى تصل إلى الإنتاجية المثلى والعمل المنجز الكامل ، وتتلخص هذه المبادئ والركائز بما يلي :

1- إخلاص النية لله عز وجل : فيجب عليك أولا أن تخلص النية لله عز وجل حتى يكون لك هذا العمل وهذه المهنة معبراً وحرثاً إلى الدار الآخرة ، وحتى يبارك الله لك في عملك .

2- وجود الدافعية الذاتية : فالدافع الذاتي هو العنصر الفعال والمحرك الأساسي لروح وبدن الإنسان فيحمله إلى مكارم الأخلاق وأحسن القيم السامية وأصفاها ، والدافعية الذاتية في العمل القرآني يرتكز محورها في ثلاثة أمور أساسية :

  • وجود الوازع الديني والمبادئ المتأصلة .
  • حب العمل .
  • الطموح والبحث عن الإبداع والتميز .

فهذه المحاور الثلاثة هامة في تولد الدافعية الذاتية للمعلم ابتداءً من المبادئ المتأصلة وانتهاء إلى الرغبة في التميز والابداع .

3- الحرص على الأمانة والإتقان في العمل : فقد قال صلى الله عليه وسلم : لا إيمان لمن لا أمانة له ، وقال أيضاً : إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه .

4- سلوك الطريقة الربّانية في التعليم : فينبغي لمحفظ القرآن الكريم أن يتدرج مع الطالب في تعليمه الأداء ، فيحرص في البداية على إجادته نطق الكلمات والحروف ، ومساعدته على التخلص من عيوب النطق كالفأفأة والتأتأة بالإضافة إلى مساعدته على التخلص من تأثير اللهجات المحلية أو اللغات الأعجمية في نطق بعض الكلمات أو الحروف ونحو ذلك من صور اللحن الجلي، ثم يدربه على إتقان الأداء وتجاوز اللحن الخفي شيئاً فشيئاً .

5- الجد والاستمرار والمثابرة : فينبغي للمعلم أن يحرص على المثابرة والتفاني في العمل ، وأن لا يكل ولا يمل ، ولا يتأثر بما حوله من مثبطات ومحبطات بل يستمر في عمله ويثابر حتى يصل لأعلى معايير النجاح .

ولا شك أن الإنسان منّا لا يزال بحاجة إلى نصح وتوجيه في عمله، حتى يستطيع الرقي بنفسه وعمله كل يوم شيئاً فشيئاً، ويدخل في ذلك المسار دخولاً أوليًّا معلم القرآن الكريم نظراً لجلالة عمله وعظم رسالته ، فإنه حريُّ به أن يستفيد من تجارب السابقين ونصح إخوانه المشرفين والموجهين على حلقات تحفيظ القرآن الكريم الذين قد طرقوا قبله هذا الباب، وسجلوا حصيلة خبرتهم وتجربتهم حتى يستفيد من أتى بعدهم وسلك مسلكهم.

وزارة الاوقاف و الشؤون الاسلامية - ادارة شئون القرآن الكريم